المنتفعون ومقاومة التغيير


لاشك ان التغيير سمه من سمات النمو البشري فالانسان بطبيعته يتغير مع مرور الزمن على سبيل المثال ماكان يجهله الانسان قبل زمن يصبح معلوما لديه بسبب تعلم الانسان  شيء ما وزوال الجهل عنه فيما كان يجهله
، وبالتالي يتغير الانسان كنتيجه حتميه لهذا التعلم  وفق هذه المعادلة (الانسان يتعلم = الانسان يتغير) فما فائدة التعلم اذا لم تكن الثمره هي التغير؟ وقد استعاذ النبي عليه الصلاة والسلام من علم لاينفع ، والنفع أن يحدث هذا العلم تغييرا في حياتك للافضل
اذن التغيير لايمكن أن يرفضه ويقاومه الانسان الطبيعي الا من به مس من جنون الكبر ، نعم الكبر الذي وصفه النبي عليه الصلاة والسلام بوصف عام  انه (بطر الحق وغمط الناس) أي رد الحق وعدم قبوله واحتقار الاخرين وعلى سبيل المثال انا اعني هنا بالاخرين هم من تجاوب مع هذا التغيير الايجابي اذا يتم احتقارهم والتنقص منهم وربما النيل من كرامتهم وايذاءهم بالتنمر الاجتماعي عليهم ..!
لقد ذكر الله عز وجل في كتابه قصة الملأ الذين كانوا يقاومون التغيير في كل زمن ، وهم من كانوا يقفون سدا منيعا ضد رسالة المصلحين من الانبياء والرسل التي جاءت بالتغير الايجابي لحياتهم فلا تكاد تخلوا قصة من قصصهم من قول او فعل لهؤلاء الملأ (قال الملأ من قومه ...) كم مره تكررت هذه العبارة في القرآن الكريم ؟ كثير
من هم الملأ ؟ هم اصحاب النفوذ والسيادة المنتفعون من الوضع القائم ، لذلك فهم يرفضون التغيير لأنه سوف يفقدهم الامتيازات التي كانت لهم ، والسيطرة التي كانت بين ايديهم.
لذلك على كل منا ان يتفاعل مع التغيير ايجابيا لانه طبيعة انسانية لايمكن تجاهلها و التصادم معها ويختار الافضل  بما يحقق له النماء والاستقرار النفسي والتعامل بكفاءة مع مستجدات الحياة وليس التصادم والعراك معها ، بل يتعامل بحكمة وتؤده وتفاؤل وتطلع لمستقبل افضل لنفسه ولمن يعول . هدانا الله واياكم الى سواء السبيل
بقلم / سلوى الظلعي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة