أحلام اليقظة ..أم ..أحلام الغفلة

أحلام اليقظة ..أم أحلام الغفلة !
جاء في الموسوعة الحرة عن أحلام اليقظة :
(و يلجأ معظم الناس إلى أحلام اليقظة أحياناً، ولكن الأسوياء سرعان ما يعودون إلى الواقع، أما الاستغراق الشديد فيها إلى درجة استنفاد جزء كبير من الطاقة النفسية، فذلك يؤدى الإسراف فيها بشكل عصابي مرَضي، قد ينتهي إلى العجز عن التمييز بين الواقع والخيال.
و طبعا عن طريق أحلام اليقظه والإصرار على تحقيقها يمكن للشخص
الوصول لما اراد أو يمكن الاكتفاء بالتخيل فقط.
بعض هذه الأحلام قد تتحول إلى واقع، وقد تتحول إلى حقيقة، ولعل كثير من العلماء العباقرة بدأت عبقريتهم بنوع من أحلام اليقظة الذي صار واقعًا، وأصبح نافعًا للناس جميعًا، فمعظم المخترعين الكبار كانوا يعيشون أحلامًا يقظة موسّعة، ولكنها كانت مفيدة وهادفة.)ا.هـ
وتحول الأحلام إلى حقيقة وواقع يحتاج إلى ضوابط منها الإستعانة بالله أولا ثم وجود خطة مكتوبة ومقومات شخصية  وظروف ملائمة للتنفيذ مع الصبر والمثابرة وعدم استعجال النتائج واحترام انجازات الآخرين والإستفادة منها ، فإن لم تتوفر تلك المقومات باءت كل المشاريع الشخصية و المجتمعية فاشلة أو في أحسن الأحوال مشوهة المعالم هزيلة النتائج ذات أثر سلبي خطير على الفرد والمجتمع ، انها أحلام يقظة أو أحلام غفلة – ان صح التعبير - .
على سبيل الأحلام هناك من يحلم أن يكون مميزا أومشهورا  في مجال ما ،هذه الأحلام مفيدة وهادفة  وقد تكون مضرة وفاشلة بحسب عوائدها على الفرد والمجتمع ،وان لم يكن لدى الشخص النية الحسنة و التمكن الكافي من المقومات السالفة الذكر لتحقيق أحلامه فهي  لن تتعدى حدود التخيل والاشباع النفسي فقط ولن تمت لواقع الشخص بصله بل ربما اصبح لها اثار مؤذية على المحيطين حوله حيث تتحول إلى  استجابات عملية لمثيرات الغيرة أو الحسد في النفس البشرية   ، وربما يصبح هذا الشخص مفتونا بنفسه ، متعالما متعاليا متشبعا بما لم يعطى  ، لايعجبه العجب كما يقال  ، إنه قرر أن يكون متميزا في خياله ثم قرأ كتابين أو ثلاثة وحضر درسا أو أربعه وصمم برنامجا أو نفذ مشروعا  أو كسب مالا أو ارتقى منصبا أو حقق انجازا ، ثم حدثته خيالاته  الواسعة  الغير منضبطة وأنانيته المفرطة و نفسه الأمارة بالسوء أنه أصبح فريد زمانه والشخص الذي لايقدر بثمن  وعلى الجميع أن يقروا له بتلك المكانة الرفيعة التي وصل لها  ، بل قد تصل به الاحلام إلى أن  يجاري العلماء ويباري السفهاء ، انه منطلق نشيط في يومه وليلته لايفتر عن التقليل من انجازات الاخرين ويروج للتضليل والتشويش حولهم والوقيعة بهم ! ، ان احلام اليقظة لدى هذا الشخص اصبحت مرض نفسي يحتاج الى وقفة جادة للعلاج ، ولن تقوده هذه الاحلام  للعبقرية والتميز كما قادت الناجحين من قبله ، بل تقوده إلى الفشل الذريع  من حيث ظن أنه يريد النجاح والتميز ، والتبست عليه الأمور واختلطت الاحوال وفقد القدرة على التمييز بين الواقع الفعلي والخيال  الظني وبين الحق والباطل !  قال عز وجل (ومن يضلل الله فماله من هاد) ، انها احلام الغفلة التي ساهمت في ترسيخ مبدأ الآثرة في النفوس المريضة ولايهمها النتائج ( أنا فقط ) ، انها التي تذهب الاعمار معها سدى في ملاحقة السراب وهي تمحق بركة العمل لحظوظ النفس فيها فلا اثر لها ولا تأثير  وتبوء بالفشل ، انها تدمر العلاقات وتبدد الجهود وتفرق الصفوف وتشتت القلوب وتوغر الصدور وتفرح الشيطان  .عندها تذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) ، اللهم أفرغ علينا صبرا.
والله الهادي الى سواء السبيل
الأثرة ( الأنانية)



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة